فصل: (سورة الإسراء: الآيات 9- 10)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{عدتم}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون.. إذ الفعل الأجوف تحذف عينه إذا أسند إلى ضمير الرفع المتحرك ونون النسوة، وزنه فلتم، بضمّ الفاء، {عدنا}، يعامل معاملة عدتم.
{حصيرا}، صفة مشتقّة، هي فعيل بمعنى فاعل أي حاصرا، وقد يكون {حصيرا} بمعنى البساط يفرش لهم فهو حينئذ جامد.

.[سورة الإسراء: الآيات 9- 10]

{إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابًا أَلِيمًا (10)}.

.الإعراب:

{إنّ} حرف مشبّه بالفعل {ها} حرف تنبيه {ذا} اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ {القرآن} بدل من ذا- أو عطف بيان- منصوب {يهدي} مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو، اللام حرف جرّ {التي} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب {يهدي}، {هي} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {أقوم} خبر مرفوع الواو عاطفة {يبشّر} مثل يهدي {المؤمنين} مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للمؤمنين {يعملون} مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل {الصالحات} مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة {أنّ} حرف توكيد ونصب اللام حرف جرّ و{هم} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر أنّ {أجرا} اسم أنّ منصوب {كبيرا} نعت لـ {أجرا} منصوب.
والمصدر المؤوّل {أنّ لهم أجرا..} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء أي بأنّ لهم أجرا متعلّق بـ {يبشّر}.
جملة: {إنّ هذا القرآن...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يهدي...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {هي أقوم...} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.
وجملة: {يبشّر...} في محلّ رفع معطوفة على جملة يهدي.
وجملة: {يعملون...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
10- الواو عاطفة {أنّ} مثل الأول {الذين} موصول اسم أنّ {لا} نافية {يؤمنون} مثل يعملون {بالآخرة} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يؤمنون}، {أعتدنا} فعل ماض مبنيّ على السكون.. و{نا} ضمير فاعل {لهم} مثل الأول متعلّق بـ {أعتدنا}، {عذابا} مفعول به منصوب {أليما} نعت لـ {عذابا} منصوب.
والمصدر المؤوّل {أنّ الذين..} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل الأول فهو معطوف عليه.
وجملة: {لا يؤمنون...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {أعتدنا...} في محلّ رفع خبر أنّ.

.[سورة الإسراء: آية 11]

{وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا (11)}

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {يدعو} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو {الإنسان} فاعل مرفوع {بالشرّ} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يدعو}، {دعاءه} منصوب على نزع الخافض أي كدعائه، والهاء ضمير مضاف إليه، وهو فاعل المصدر، {بالخير} جارّ ومجرور متعلّق بـ {دعاء} الواو استئنافيّة {كان} فعل ماض ناقص {الإنسان} اسم كان مرفوع {عجولا} خبر كان منصوب.
جملة: {يدعو الإنسان...} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {كان الإنسان عجولا...} لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل.

.الصرف:

{يدع} رسمت في المصحف بإسقاط الواو خلافا لقياس الرسم لأنّ الفعل مرفوع، ولكن لمّا سقطت قراءة لاجتماع الساكنين سقطت كتابة على خلاف القياس، ونظيره سندع الزبانية.
{عجولا}، صفة مشبّهة- أو صيغة مبالغة- من عجل يعجل باب فرح اللازم، وزنه فعول بفتح الفاء.

.[سورة الإسراء: الآيات 12- 14]

{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْ ءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا (12) وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتابًا يَلْقاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {جعلنا} فعل ماض.. و{نا} ضمير فاعل {الليل} مفعول به أوّل {النهار} معطوف على الليل بالواو منصوب {آيتين} مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء الفاء عاطفة {محونا} مثل جعلنا، {آية} مفعول به منصوب {الليل} مضاف إليه مجرور الواو عاطفة {جعلنا آية النهار} مثل محونا آية الليل {مبصرة} مفعول به ثان منصوب اللام تعليليّة {تبتغوا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل {فضلا} مفعول به منصوب {من ربّكم} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تبتغوا}.. و{كم} ضمير مضاف إليه الواو عاطفة {لتعلموا عدد} مثل لتبتغوا فضلا {السنين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر، الواو عاطفة {الحساب} معطوف على عدد منصوب.
والمصدر المؤوّل {أن تبتغوا..} في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {جعلنا} الثاني..
والمصدر المؤوّل {أن تعلموا..} في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {جعلنا} الثاني ومعطوف على المصدر الأول.
الواو عاطفة {كلّ} مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده {شي ء} مضاف إليه مجرور {فصّلناه} مثل جعلنا والهاء ضمير مفعول به {تفصيلا} مفعول مطلق منصوب.
جملة: {جعلنا الليل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {محونا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا الليل.
وجملة: {جعلنا} الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة محونا.
وجملة: {تبتغوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
وجملة: {تعلموا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} الثاني.
وجملة: فصّلنا {كلّ شي ء} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {فصّلناه...} لا محلّ لها تفسيريّة.
13- الواو عاطفة {كلّ إنسان ألزمناه} مثل كلّ شي ء فصّلناه {طائره} مفعول به ثان منصوب.. والهاء مضاف إليه {في عنقه} جارّ ومجرور متعلّق بحال من طائره.. والهاء مضاف إليه الواو عاطفة {نخرج} مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {نخرج}، {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {نخرج}، {القيامة} مضاف إليه مجرور {كتابا} مفعول به منصوب {يلقاه} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. والهاء ضمير مفعول به، والفاعل هو أي كلّ إنسان {منشورا} حال من الضمير الغائب منصوب.
وجملة: {ألزمنا} كلّ إنسان: لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {ألزمناه...} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {نخرج...} لا محلّ لها معطوفة على جملة ألزمنا كلّ..
وجملة: {يلقاه...} في محلّ نصب نعت لـ {كتابا}.
14- {اقرأ} فعل أمر، والفاعل أنت {كتابك} مفعول به منصوب، والكاف ضمير مضاف إليه {كفى} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر الباء حرف جرّ زائد {نفسك} مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى، والكاف مثل الأول {اليوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {كفى}، {على} حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {حسيبا} وهو تمييز منصوب.
وجملة: {اقرأ...} في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل نخرج أي قائلين اقرأ..
وجملة: {كفى بنفسك...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.الصرف:

{طائره}، الطائر معروف، وصيغته فاعل من طار، وهنا جاء بمعنى العمل أو كتاب الأعمال على الاستعارة، أو هو كناية عمّا قدّر اللّه هو لازم للمرء وأصل إليه غير منحرف عنه.
{عنقه}، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بضمّتين.
{منشورا}، اسم مفعول من نشر الثلاثيّ، وزنه مفعول.

.البلاغة:

1- المجاز: في قوله تعالى: {وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً} فهو مجاز بعلاقة السببية، أو الاسناد مجازي، كما في- نهاره صائم- والمراد يبصر أهلها، والاسناد إلى النهار مجازي أيضا، من الاسناد إلى السبب العادي، والفاعل الحقيقي هو الله تعالى.
2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}.
فقد كانوا يتفاءلون بالطير ويسمونه زجرا، فإذا سافروا ومر بهم طير زجروه، فإن مر بهم سائحا، بأن مر من جهة اليسار إلى اليمين، تيمنوا وإن مر بارحا، بأن مر من جهة اليمين إلى الشمال، تشاءموا. ولذا سمي تطيرا. فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر أستعير استعارة تصريحية لما يشبهها من قدر الله تعالى وعمل العبد، لأنه سبب للخير والشر. ومنه طائر الله تعالى لا طائرك، أي قدر الله جلّ شأنه الغالب الذي ينسب إليه الخير والشر لا طائرك الذي تتشاءم به وتتيمن.

.[سورة الإسراء: الآيات 15- 16]

{مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيرًا (16)}.

.الإعراب:

{من} اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {اهتدى} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء رابطة لجواب الشرط {إنّما} كافّة ومكفوفة {يهتدي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو {لنفسه} جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل يهتدي، والهاء مضاف إليه الواو عاطفة {من ضلّ فإنّما يضلّ} مثل من اهتدى.. {على} حرف جرّ و{ها} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من فاعل يضلّ الواو عاطفة {لا} نافية {تزر} فعل مضارع مرفوع {وازرة} فاعل مرفوع، وهو نعت لمنعوت محذوف أي نفس وازرة {وزر} مفعول به منصوب {أخرى} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف، وهو نعت لمنعوت محذوف أي نفس أخرى الواو عاطفة {ما} للنفي {كنّا} فعل ماض ناقص- ناسخ- و{نا} اسم كان {معذّبين} خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء {حتّى} حرف غاية وجرّ {نبعث} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، والفاعل للتعظيم {رسولا} مفعول به منصوب.
جملة: {من اهتدى...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اهتدى...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {يهتدي...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {من ضلّ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة من اهتدى.
وجملة: {ضلّ.....} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {يضلّ...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {لا تزر وازرة...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {ما كنّا معذّبين...} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا محلّ لها.
16- الواو عاطفة {إذا} ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بـ {أمرنا}، {أردنا} فعل ماض مبنيّ على السكون.. و{نا} فاعل {أن} حرف مصدريّ ونصب {نهلك} مضارع منصوب، والفاعل نحن للتعظيم، {قرية} مفعول به منصوب {أمرنا} مثل أردنا {مترفيها} مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.. و{ها} ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة {فسقوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل {في} حرف جرّ و{ها} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {فسقوا}، الفاء عاطفة {حقّ} فعل ماض {عليها} مثل فيها متعلّق بـ {حقّ}، {القول} فاعل مرفوع الفاء عاطفة {دمّرناها} مثل أردنا.. وها مفعول به {تدميرا} مفعول مطلق منصوب.
والمصدر المؤوّل {أن نهلك..} في محلّ نصب مفعول به عامله أردنا.
وجملة: {أردنا...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {نهلك...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {أمرنا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {فسقوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {حقّ عليها القول} لا محلّ لها معطوفة على جملة فسقوا.
وجملة: {دمّرناها...} لا محلّ لها معطوفة على جملة حقّ عليها القول.

.الصرف:

{مترفيها}، جمع مترف، اسم مفعول من أترف الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
{تدميرا}، مصدر قياسيّ لفعل دمّر الرباعيّ، وزنه تفعيل.

.البلاغة:

1- الطباق: في قوله تعالى: {مَنِ اهْتَدى} {وَمَنْ ضَلَّ} فقد حصل الطباق في الآية بين الهدى والضلال.
2- الالتزام، أو لزوم ما لا يلزم:
في قوله تعالى: {أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها}والالتزام هو: التزام حرف أو حرفين فصاعدا، قبل الروي، على قدر طاقة الشاعر أو الكاتب، من غير كلفة.
فقد التزم في قوله: {مترفيها} و{فيها} الفاء قبل ياء الردف، ولزمت الياء، وسيأتي الكثير منه في القرآن الكريم، وهو من أرشق الاستعمالات.
3- المجاز: في قوله تعالى: {أَمَرْنا مُتْرَفِيها} الأصل أمرنا مترفيها بالفسق ففسقوا، إلا أنه يمتنع إرادة الحقيقة، فيحمل على المجاز، اما بطريق الاستعارة التمثيلية بأن يشبه حالهم في تقلبهم في النعم مع عصيانهم وبطرهم بحال من أمر بذلك، أو بطريق الاستعارة التصريحية التبعية، بأن يشبه إفاضة النعم المبطرة لهم وصبها عليهم، بأمرهم بالفسق، بجامع الحمل عليه والتسبب له.
4- الحذف: في قوله تعالى: {أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها} فقد حذف المأمور به، ولم يقل بماذا أمرهم وإيجازا في القول، واعتمادا على بديهة السامع، لأن قوله: {ففسقوا} يدل عليه، وهو كلام مستفيض. يقال: أمرته فقام، وأمرته فقرأ. لا يفهم منه إلا أن المأمور به قيام أو قراءة، ولو ذهبت تقدّر غيره فقد رمت من مخاطبك علم الغيب.

.الفوائد:

الاشتغال:
هو اسم تقدم على عامل من حقه أن ينصبه، لولا اشتغاله عند بالعمل في ضميره، نحو خالد أكرمه. والقول الراجح: أن يرفع الاسم المتقدم على الابتداء والجملة بعده في محل رفع خبر.
وثمة أناس قد جوزوا نصبه.
وثمة بحث طويل حول نصبه ورفعه تجاوزناه بغية الاختصار.

.[سورة الإسراء: آية 17]

{وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {كم} خبريّة كناية عن عدد مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم {أهلكنا} فعل ماض مبنيّ على السكون.. و{نا} فاعل {من القرون} تمييز كم {من بعد} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أهلكنا}، {نوح} مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة {كفى بربّك} {خبيرا} مثل كفى بنفسك حسيبا، {بذنوب} جارّ ومجرور متعلّق بـ {خبيرا} أو {بصيرا}، {عباده} مضاف إليه مجرور، والهاء مضاف إليه.
جملة: {أهلكنا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفى بربّك...} لا محلّ لها استئنافيّة.